نصائح تقنية

المشاريع الناشئة Startups

تاريخ النشر:

2021-10-24 13:17:30

هل سبق و حلمت بأن تكون مدير شركة؟

لابد أنك تخيلت نفسك يوماََ ما شخصاََ ناجحاََ لديه موظفين كُثُر و يشارك في اللقاءات المهمة، أليس كذلك؟

هل تريد أن تصبح مليونيراََ و تبني إمبراطورية خاصة بك؟

 

لحظة، ربما يبدو الأمر ضرباََ من الخيال بالنسبة لك لكن في الحقيقة هو أمرٌ قريب جداََ و ممكن، تريد معرفة كيف يمكنك فعل هذا؟

 

الأمر سهل، إبتكر فكرة و إطلق شركتك الناشئة

 

خطوة بخطوة في هذا المقال، سنتعرف أنا و أنت على الشركات الناشئة، ماهي مميزاتها؟، ما الفرق بينها وبين الشركات و المشاريع التقليدية؟، ماهي خطوات إنشاء مشروعي و شركتي الخاصة؟، وكيف من الممكن بعد فترة ليست بالبعيدة أن أصبح أحد المليونيرات؟

 

ماهي الشركات الناشئة أو ما يعرف بـ Startups ؟

 

هو عمل تجاري مبنى على فكرة مبتكرة لحل مشكلة أو تقديم خدمة في سوق معين من خلال نموذج أعمال قابل للتكرار والتوسع مستعيناََ بالتكنولوجيا و الأدوات التقنية لتحقيق هدف هذه الشركة.

 

يعتقد الكثيرين أن مصطلح شركة ناشئة أو Startup مرتبط بشكل مباشر بشركة تقنية وأن تكون هذه الشركة تقدم خدمات تقنية بشكل بحت، لكن الشركات الناشئة من الممكن أن تكون شركات تقنية بحته كـ مايكروسوفت في بداياتها فقد كانت شركة ناشئة إلا أن أصبحت شركة عملاقة في يومنا الحالي. و هناك شركات ناشئة لكنها ليست تقنية بحته إنما تستخدم التقنية في تقديم حلول مبتكرة و سهلة للوصول للعملاء و تقديم الخدمة أو حل المشكلة بطريقة سهلة و سريعة تناسب إحتياجات العملاء كـ شركة أوبر مثلاََ، فـ أوبر تقدم خدمة نقل الركاب_وهو هدف ليس تقني بحت_ بإستخدام التقنية و التطبيقات لتحقيق ذلك. إذاََ فـ الشركة الناشئة ليست بالضرورة أن تكون تقنية و تقدم منتجات تقنية بحته، و إنما في أساسها فهي تستخدم التكنولوجيا للوصول إلى أهدافها.

 

من الممكن أن يأتي في بالك الآن سؤال، إذاََ ما الفرق بينها و بين الشركات و المشاريع التقليدية التي نعرفها؟

حسناََ ورقة و قلم و دوّن هذه الفروقات معي

 

1) المشاريع التقليدية هي أفكار قام بعملها الكثيرين على مدار السنوات الماضية و فكرتها معروفة و آلية عملها متكررة و مفهومة.

 

في حين أن الشركات الناشئة و التي بدأت بالظهور في العقد الأخير بشكل لافت، فهي شركات قامت على أفكار جديدة و مبتكرة لم ينفذها أحد من قبل أو هي أفكار موجودة لكن لم تُنفذ بدرجة كبيرة و كافية تحقق الغاية الكاملة منها، بالإضافة لعدم وجود خبراء و مراجع لها.

 

2) في المشاريع التقليدية، و لنأخذ على سبيل المثال مشروع مطعم، أنت تقوم بعمل دراسة جدوى تفحص من خلالها السوق المستهدف و تجمع منه المعلومات التي تريدها و التي بواسطتها تستطيع قياس نجاح المشروع في هذه المنطقة و المدينة.

 

في حين أن الشركات الناشئة تعتمد على ما يسمى بـ خطة العمل business plan تبني من خلالها تصور مبدأي لعمل هذه الشركة، تقوم بواسطة هذه الخطة بطرح إفتراضات و تجربة الفكرة في السوق المستهدف و قياس قابلية نجاحها. ومن ثم أخذ الافتراضات والآليات الصحيحة التي لاقت تجاوباََ و الإستمرار بها إلى أن تكتمل الفكرة و تقدم بطريقة لائقة. و غالباََ ما تبنى هذه الإفتراضات في أولى مراحل الشركات الناشئة لأنك تقوم بتجربة الفكرة و فحصها لترى مدى نجاحها و نموها المتوقع.

 

3) الربح في المشاريع التقليدية مبنيّ على الوصول إلى مرحلة التعادل أو ما يسمى بـ Breakeven point، ففي بداياتها تقوم بحساب التكلفة العامة للمشروع وحساب المدة التي ستدفع فيها التكلفة التشغيلية ومن ثم البدء بجني الأرباح بعد نقطة التعادل.

 

أما في المشاريع أو الشركات الناشئة فهي تعتمد على نموذج عمل Business Model مهتم بالنمو و التوسع للوصول إلى أكبر عدد من الناس و السيطرة على السوق المستهدف، و غالباََ ما تكون بدايات الشركات الناشئة تتطلب الكثير من الخسائر و صرف مبالغ مالية للنمو و إنجاح الفكرة.

 

4) تكلفة المشاريع التقليدية تتناسب طردياََ مع التوسع، أي إذا أردت فتح فرع جديد لمطعمك فهذا يتطلب موقعاََ جديداََ و موظفين جدد و مصاريف أكثر، بما معناه أن الزيادة في المصاريف بحسب إحتياجك للتوسع.

 

أما الشركات الناشئة و بما أنها معتمدة على التكنولوجيا ف حالات التوسع و النمو فيها تتطلب ما يسمى بالجولات الإستثمارية للحصول على تمويل، لأن معدل النمو الذي يحدث فيها أكبر بكثير من المشاريع التقليدية لذا تحتاج إلى تمويل و إستثمار لمواصلة عملها.

 

5) إحتمالات الفشل و التوقف في المشاريع والشركات الناشئة أكبر بكثير من المشاريع التقليدية، لأنها تعتمد على نموذج عمل و تجربة للفكرة للوصول للنجاح بعكس المشاريع التقليدية التي تكون فيها نسبة النجاح قابلة للقياس و سهلة الحساب.

 

6) حصص الأفراد المشاركين في المشاريع التقليدية عند إنشائها تكون واضحة و مبنية على تقسيم معين بحسب رأس المال المدفوع و المجهود المقدم إستناداََ على الاتفاقيات المبرمة بين الطرفين إن كانوا شركاء.

 

بينما في الشركات الناشئة فـ رأس المال يحصل في أفضل الحالات على نسبة بين 30-20٪ فقط، لأن هنالك إعتبارات لقيمة الفكرة و الفريق الذي سيديرها و المستثمرين المستقبليين الذين سيشاركون في جولات التمويل في حالات التوسع.

 

 

ماهي مميزات الشركات الناشئة؟

 

هناك مميزات عديدة للشركات الناشئة، لكن لعل أبرزها ما يلي:

 

1) الإبتكار : سواءََ في المنتج نفسه أو طريقة إنتاجه أو أسلوب تقديمه

 

2) القدرة على النمو : فالشركات الناشئة مصممه ومنذ بداياتها على أن تنمو لتكون شركات كبرى و مسيطرة.

 

3) القدرة على التوسع: أن تكون مرنة و قابلة للتوسع في مناطق جغرافية أخرى بشكل سريع، لأنه و بكل بساطة من الممكن أن يتم سرقة نموذج عمل شركتك الناشئة و إقامته في منطقة جغرافية أخرى سواء في بلدك أو بلدان مجاورة.

 

 

يبدو أنك تحمست لفتح شركتك الناشئة، أليس كذلك؟

 

لكن للأسف، أنت لا تعرف من أين تبدأ !! لا عليك تابع معي لتعرف

 

كيف أبدأ في شركتي الناشئة؟

 

الفكرة IDEA  "كل الثروات تبدأ بفكرة"

 

أنت الآن تملك فكرة رائعة و مبتكرة، لديك خدمة ستقدمها أو لربما اكتشفت مشكلةََ في مجتمعك أو مكان آخر و خطرت ببالك طريقة لحل هذه المشكلة. أهنيك الفكرة هي مفتاح النجاح الأول.

 

بعد أن تلمع هذه الفكرة في ذهنك لابد أن تدرس السوق الذي تستهدفه، أن تبحث في إمكانيات تطبيق هذه الفكرة وهل ستحل هذه الفكرة مشكلة يواجهها العميل أم ستقدم خدمةََ له.

 

يأتي بعد ذلك الجانب التقني، والذي تبحث فيه عن شريك تقني يقوم بعملية تطوير التطبيق App Developing الذي من خلاله ستقدم فكرتك المبتكرة في حل المشكلة أو تقديم الخدمة. وهنا يمكن أن يكون شريكك التقني صديقك الذي يعمل في تطوير التطبيقات و تصبح أنت و هو شركاء بنسب معينة في هذه الشركة أو قم بالبحث عن شركة تقنية لمساعدتك في إنشاء هذا التطبيق.

 

بعد أن تحصل على شريكك التقني أنت بحاجة إلى بعض المال للبدء أو ما يسمى بالـ Bootstrapping الذي تجمع فيه المال سواء ببيع سيارتك أو تقوم بالإستلاف من صديقك أو أياََ كانت الطريقة التي ستجمع المال بها. بواسطة هذا المال الذي جمعته ستبدأ بإنشاء نموذج أولي لتطبيقك MVP أو Prototype و تصميم شعار Logo و موقع خاص بك بالإضافة إلى هوية لمشروعك و شركتك التي ستطلقها.

 

بعد ذلك قم بالبحث عن حاضنة أعمال Business Incubator لتستطيع من خلالها الحصول على مساحة عمل مشتركة تعمل فيها أنت و فريقك الخاص. ومن فوائد حاضنات الأعمال أنها توفر خدمات إستشارية لك لا سيما في بداية إنشاء شركتك، هذه الخدمات قد تكون قانونية، تقنية أو إدارية تمكنك من وضع أساسات صحيحة لمشروعك خلال فترة تواجدك معهم. كما تستطيع من خلال إنضمامك لحاضنات الأعمال أن تلتقي بأفكار و مشاريع أخرى تحصل من خلالهم على  الإلهام و المساعدة و ربما تصل إلى عقود شراكة بينكم في تقديم الخدمات المشتركة. و توفر لك حاضنات الأعمال فرصاََ للحصول على تمويل من خلال ربطك بمستثمرين أو صناديق دعم مالي تساعدك على النهوض سريعاً بمشروعك.

 

من خلال تواجدك في حاضنات الأعمال وبعد الحصول على التوجيه و الإستشارات التي مكنتك من فهم مشروعك بشكل أكبر و إدارته بإحترافية، تستطيع إختبار نموذج عملك الأولي الذي أنشأته من خلال فحص الفكرة أو ما يسمى بـ Validation بواسطة إطلاق التطبيق و البدء بقياس أدائه في تقديم الخدمة أو حل المشكلة.

 

بعد أن يُثبت تطبيقك نجاحه و تبدأ الفكرة بالإنتشار تكون بذلك قد أتممت أولى الخطوات في سلّم إنشاء شركتك و الوصول لتصبح رائد أعمال و ربما مليونير. المرحلة الأولى التي مرت بجميع خطواتها تسمى بمرحلة ما قبل البذرة Pre seed التي تتحمل فيها كل الأعباء والتكاليف و الجهد بمفردك لإثبات نجاح فكرتك و البدء بجني الأرباح.

 

هنا أنت أثبتّ نجاح الفكرة و تريد النمو و التوسع أكثر لشركتك، لذا تبدأ مرحلة ما يسمى ب جولات التمويل Funding rounds التي تتقسم في المراحل التالية لمشروعك بحسب وضع الشركة و مدى توسعها.

 

أولى هذه الجولات هي مرحلة البذرة Seed والتي تبدأ فيها بعرض مشروعك و شركتك على أقربائك و أصدقائك أو المستثمرين المستقلين ( المستثمرين الملائكيين) أو ما يسمى بمسرعات الأعمال Accelerator للمشاركة في مشروعك و تمويله للتوسع أكثر.

 

ثم تأتي بعد ذلك جولات مختلفة تسمى بجولات الإستثمار investment rounds مقسمة على مراحل A/B/C بحسب وضع الشركة و مرحلة التطور والنمو التي هي فيها. وغالباً ما تكون الشركة في هذه المراحل قد انتقلت من كونها شركة ناشئة تعتمد على التجارب و الإفتراضات في التوسع و النمو إلى شركة ناضجة لها أسس و إنتشار ثابت و ممنهج. و يشارك في هذه الجولات ما يسمى بـ رأس المال الأستثماري أو Venture capitals.

 

استراتيجية الخروج  Exit strategy

 

ذكرنا سابقاً أن الشركات الناشئة تعتمد على نموذج عمل يهتم بالتوسع و النمو للسيطرة على السوق المستهدف، لذا فالأرباح التي تطمح لها الشركات الناشئة لا تكون سنوية أو مستعجلة وإنما في طريقة التخارج التي تسعى أو تحصل عليها بعد مرور عدة سنوات.

 

هناك أنواع مختلفة للتخارج و جني الأرباح الكبرى المنتظرة من الشركات الناشئة، نعم لعلك فهمت الآن، بعد هذه النقطة ستصبح مليونيراََ.

 

من هذه الأنواع:

 

1) الإستحواذ

 

و فيه تسيطر شركة كبرى على شركة ناشئة ناجحة و لها نموذج عمل مجدي، ولعل أكبر الأمثلة في هذا النوع هو إستحواذ شركة أوبر على كريم في صفقة قدرت بـ 3 مليار دولار قامت فيها أوبر بالإستحواذ على كريم والتي تملك نفس نموذج عمل أوبر وكانت منافسة لها في منطقة الشرق الأوسط، لذا ف طريقة التخارج التي تمت هي الإستحواذ و حصل مؤسسي كريم على مبالغ طائلة بالإضافة إلى مناصب قيادية في إدارة شركة كريم بعد الإستحواذ عليها.

 

2) الإكتتاب العام أو IPO (initial public offer)

 

وفيه تعرض الشركة أسهمها للعامة للشراء و الإستثمار في هذه الشركة، و غالباً هذه الشركات تصبح شركات عملاقة و تكبر قيمتها التسويقية بشكل كبير أو ما يسمى بـ Unicorn.

 

أمثلة على شركات ناشئة

 

هناك عدد لا محدود من الشركات الناشئة التي تظهر يومياََ حول العالم في ظل التطور التكنولوجي، لكن هنالك شركات برزت بشكل ملحوظ و قدمت نموذج مبتكر في تقديم خدمة أو حل مشكلة للعملاء ما انعكس إيجاباََ على نجاحها و إنتشارها.

 

من هذه الأمثلة ولعلها أشهرها هي شركة أوبر Uber الأمريكية التي قدمت حلاََ لمشكلة التنقلات للمواطنين بطرق مبتكرة و سهلة من خلال الطلب عبر التطبيق، كما اعتمدت هذه الشركة في نموذج عملها على ما يسمى بـ الإقتصاد التشاركي sharing economy الذي يحصل فيها الطرفين المستخدمين لخدمة أوبر على الفائدة، فـ مالكي السيارات المختلفة بإمكانهم تأجير سياراتهم و الإشتراك في التطبيق و البدء بكسب المال، وبالنسبة للشخص الذي يريد استخدامها فـ بإمكانه الطلب بسهولة ليصله كابتن أوبر بسرعة و بسعر محدد و نظامي و بأعلى درجة من الأمان.

 

وعلى مستوى الشرق الأوسط لدينا شركة كريم Careem التي نسخت تجربة أوبر بنفس نموذج العمل لكنها كانت أول من طبقت هذا النموذج و نقلته إلى الشرق الأوسط، فـ استطاعت أن تسيطر على سوق الشرق الأوسط و الإنتشار و تصبح من أوائل الشركة التي تصل لـ لقب الـ Unicorn بعد أن بيعت بـ 3 مليار دولار.

 

هناك العديد من الشركات و الأمثلة الأخرى العالمية و الإقليمية، بإمكانك البحث في جوجل و التعرف أكثر.

 

 

ماذا تنتظر ؟

لديك فكرة، حولها الآن إلى شركة

قم بمشاركة الخبر:

اشترك معنا في النشرة البريدية ليصلك كل جديد

المزيد من نصائح تقنية

نصائح تقنية

8 أشياء يحب زائر موقعك الإلكتروني رؤيتها

  .عند التخطيط لإنشاء موقع ويب فإن أهم شيء يجب عليك مراعاته هو ما سيرغب زوار موقعك في رؤيته, وكيف تجعلهم يستمتعون بتجربة تصفح موقعك ولا يغادروا بسهولة في هذا المقال سنذكر لك بعض أهم مواصفات... قراءة المزيد

نصائح تقنية

أهمية عمل تحديث للمواقع الإلكترونية إلى أحدث إصدار

لديك موقع الكتروني ولكن لم تقم بعمل تحديثات update عليه من فترة طويلة؟  توقف هنا للحظة وتابع معنا المقال لتتعرف على الخطأ الذي يقع به الكثير من التُجار وأصحاب الأعمال، والأهمية التي تقتضيها عم... قراءة المزيد

نصائح تقنية

مراحل إطلاق المشروع التقني (تطبيقات الجوال)

قد يظن البعض بأن المرحلة التي تتبع الانتهاء من برمجة التطبيق هو إطلاقه مباشرة! ولكن الأمر لا يتوقف عند هذا الحد، حيث أن هناك بعض المراحل التي تسبق عملية نشر التطبيق ومرحلة بعده.  في هذا المقال س... قراءة المزيد