التسويق الإلكتروني في اليمن مع أكرم العديني

ترتفع وتيرة المنافسة بين الشركات للحصول على عملاء أكبر و توسعة سيطرتهم على الأسواق التجارية. تختلف أهدافهم باختلاف رؤية كل شركة، فمنهم من يسعى لكسب عملاء جدد ومنهم من يريد الإحتفاظ بعملائه الحاليين بينما يسعى البعض إلى رفع سقف المبيعات لديه. يستخدمون طرقاََ متعددة لتحقيق هذه الأهداف، لكن لعل التسويق و الإعلانات هي أشهر الطرق التي يتبعونها. البعض يستخدم الإعلانات التقليدية على التلفاز أو في الجرائد، و البعض يستغل الدعايات و رعاية المهرجانات، بينما هناك وحش ظهر في السنوات القليلة الماضية يكاد يكون تأثيره أضعاف ما تنجزه الطرق التقليدية في الإعلان و التسويق.

 

تُظهر الإحصائيات عالمياً أن 93٪ من عمليات البحث و التفاعلات تتم عبر محركات البحث، و سجلت شركة جوجل مايقارب 77 الف عملية بحث في الثانية الواحدة. و تزداد نسبة مستخدمي وسائل التواصل الإجتماعي لتصل 3.2 مليار مستخدم كل يوم. هذه الإحصائيات و الأرقام تبين لنا حجم و قدرة هذا المجال على الوصول و التأثير في العملاء بطرق أكثر كفاءة و نسبة وصول أعلى بكثير من الطرق التقليدية. لذا تبرز أهمية التسويق الإلكتروني سواء عبر محركات البحث أو مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرها من الطرق في خارطة التسويق و الإعلان بالنسبة للأعمال التجارية كواحد من الأساليب و المسارات التي لا يمكن تجاهلها بعد اليوم.

 

 

للتعرف أكثر على التسويق الإلكتروني وما يحمل في طيّاته من فرص و أهمية، قمنا بلقاء أحد أعمدة التسويق الإلكتروني في اليمن و مالك الجروب اليمني الأشهر( جروبAkramalodini ) على منصة فيسبوك الذي يهتم بنشر و مشاركة كل جديد في عالم التسويق الرقمي الإلكتروني لنحاوره و نسأله عن واقع هذا النوع من التسويق في اليمن و كيف تبلي الشركات و الأعمال اليمنية فيه.

 

نترككم الآن مع حوار التسويق الإلكتروني الذى قمنا بعقده و نشاركه معكم :

 

 

 

لنبدأ بالسؤال المعتاد أستاذ أكرم، عرفنا عن نفسك، عن مجالك و عملك ؟

 

‏أكرم أحمد العديني، خريج ماجستير MBA متخصص في التسويق الأخضر أو التسويق صديق البيئة من جامعة العلوم الماليزية .

بدأ إهتمامي في التسويق الإلكتروني منذ عام 1995 من أول ما دخل الإنترنت في الوطن العربي وكان ذلك في المملكة الأردنية الهاشمية بعدها بدأت في العمل في مسألة تطوير مواقع الإنترنت مع شركة كان إسمها برديسيوا  متخصصة في تطوير مواقع الإنترنت و منها موقع وزارة المغتربين،  إشتغلت بعدها مسؤول مكتب الإنترنت في مكتب وزير المغتربين بعدها إشتغلت في عدة أماكن معظم عملي فيها كان متعلق بالإنترنت في عدد من الدول العربية والآن أنا مركز على مسارات النمو الرقمية.

 

طيب لنبدأ بموضوع الحوار الرئيسي، واللي حابين نحنا و المتابعين إننا نتعرف عليه أكثر اليوم، والسؤال هنا

 

2) ماهو التسويق الإلكتروني بالفعل؟ ماهي أهميته؟ وماهي أنواعه ؟

 

أنا في عندي تعريف طورته بناءََ على إطلاعي المستمر. وعليه أعرف التسويق الإلكتروني أو الرقمي بأنه الاستراتيجية التي تعتمد على إستخدام مزيج من الأدوات والمنصات الرقمية بالاضافة إلى المحتوى وذلك بهدف جذب إنتباه الجمهور وتعزيز تفاعلهم بما يخدم الاهداف المرسومة.

 

و تأتي أهمية التسويق الإلكتروني في :

 

- النمو العالي في إستخدام الاجهزة المحمولة

- القدرة على القياس

- القدرة على التحسين

- القدرة على الاختبار والمقارنة

- النمو في عدد المشاريع الالكترونية

وغيرها

كل هذه العناصر تعطينا لمحة ولو بسيطة عن أهمية التسويق الإلكتروني ومدى قدرته على التأثير و الإنتشار تبعاََ لهذه المؤشرات.

 

أنواع التسويق الإلكتروني كثيرة ولكني هنا سوف أخرج عن النمط التقليدي وأقسم التسويق عبر الإنترنت بحسب التغيرات التى فرضها الواقع في هذا المجال

 

المستوى الأول (الأدنى) وهو التسويق عن طريق منصات التواصل الإجتماعي. وفي هذا النوع ممكن لأي صاحب عمل معين أو شركة أن يعمل صفحة على مواقع التواصل الاجتماعي و يقوم بالنشر من خلالها سواء المنشورات العادية أو الممولة، و يعتبر من أكثر الأنواع إنتشاراََ هنا في اليمن. البعض يعتبر أن هذا النوع هو التسويق الإلكتروني لكنه في الحقيقة جزء بسيط من منظومة التسويق الإلكتروني.

 

المستوى الثاني والأعلى قليلاََ هو (التسويق الرقمي) ، و هذا النوع يشمل التسويق عبر منصات التواصل الإجتماعي و البريد الإلكتروني و التسويق بالمحتوى... الخ لكن من دون أهداف و خطط واضحة للنمو والتوسع، فقط إستخدام أكثر و تنويع للطرق في التسويق الإلكتروني.

 

المستوى الثالث وهو في القمة (النمو الرقمي) و يشمل كل الأنواع السابقة، وفيه تقوم بالتسويق لكن لديك أهداف للنمو و التوسع و لديك مؤشرات قياس لهذه الأهداف  (Key performance Indicators )KPI's

 

مثل نماذج الإستشهاد أو Attribution  التي تساعدك في معرفة أي القنوات التسويقية كانت مصدر التحويل في زيارات العملاء لموقعك ، و إضفاء الطابع الشخصي أو ما يعرف ب Personalization التي تهتم فيه شركات التسويق بإنتاج محتوى خاص بشريحة معينة تبعاً لتفضيلات هذه الشريحة وماذا يحبون أو Marketing automation أتمتة التسويق الإلكتروني التي تساعدك على تبسيط عمليات التسويق التي تستغرق وقتاً طويلاً و تمكنك بشكل آلي من تحديد جمهورك المستهدف و إستهدافهم و تصميم المحتوى لهم و إرسال رسائل التسويق عبر البريد الإلكتروني و متابعة الحملات التسويقية تلقائياً.

 

تبعاََ لتوسع المجال الإلكتروني و التسويق عبره ، هل عقلية القطاع التجاري فاهمه معنى التسويق الإلكتروني و أهميته ؟ أم لا زال التجار في غياب و مش فاهمين معناه؟

 

‏سؤال ممتاز، التحدي الأساسي في عالم التسويق عبر الإنترنت أن الكل يفكر أن لديه الخبرة و العلم الكافي و المعرفة في التسويق الرقمي.

 

التسويق الرقمي في الظاهر سهل ولكن يتفاجأ معظم أصحاب المؤسسات أنه قام فقط بعمل الأساسيات المطلوبة و يكتشف أنه ليس هناك أي عائد أو تفاعل ومن هنآ تبدأ التحديات والمشاكل مع فريق العمل.

 

هل هناك فجوة بين التسويق الإلكتروني إفتراضياََ و معلوماتياََ و بين حضوره الفعلي في السوق اليمني؟

 

بكل تأكيد والشاهد على ذلك أن هناك الكثير من الإستراتيجيات لم ولن يتم تطبيقها

والسبب أن معظم من هم في السوق  اليمني يبحث عن النتائج السريعة.

 

برأيك ، ماهي الصعوبات التي تواجه قطاع التسويق الإلكتروني في اليمن؟

 

هناك صعوبات يواجهها مجال التسويق الالكتروني في اليمن منها الكوادر التسويقية المتواجدة التي تفتقر إلى التدريب و الفهم الكافي في طريقة التسويق تعلق معظم العاملين في هذا المجال بالتسويق عن طريق منصات التواصل الإجتماعي فقط ولا يلتفتوا إلى طرق التسويق الإلكتروني الأخرى . و في الجانب الآخر القطاعات التجارية وأصحاب المشاريع لم يصلوا لمرحلة فهم التسويق الإلكتروني بشكل صحيح و لم يستوعبوا أهميته لمشاريعهم ، الأمر الذي شكل صعوبة أخرى بالنسبة للمسوقين أيضاً.

 

في الفترة الأخيرة وجدت الكثير من الشباب الذي لديه شغف وحرص على تطوير نفسه بالطريقة الصحيحة و أحمل أمل كبير في تحسن التسويق الإلكتروني في اليمن في الفترة القريب القادمة.

 

هذه الكوادر سواء جهات أو شركات تسويق ، كيف تقيم عملهم و مستوى إحترافيتهم حالياً ؟ هل يسوّقوا بطريقة صحيحة أم مجرد نسخ بدون معرفة لآليات التسويق الصحيحة ؟

 

هناك مجموعة من الشركات والكوادر الذين يعلمون بأهمية النمو الرقمي ويعملون على بناء آليات عمل صحيحة وواضحة.

المشكلة الوحيدة التي يعانون منها هي التركيز.

 

هل التسويق الإلكتروني هو مجرد تمويل منشورات ع المنصات المختلفة ؟ أم هو شي أبعد من ذلك؟

 

بكل تأكيد لا، الموضوع مختلف تماماََ. لكن للأسف هذه هي عقلية السوق ومعظم القائمين عليه

 

بالإضافة إلى ذلك أن التسويق الرقمي جناحين ويجب أن يكونا بنفس القوة لكي تحلّق أي إستراتيجية رقمية بقوة وكفاءة وهما (التحليل والمحتوى).

 

حسب خبرتك ، كشركة متوسطة قررت أن تمتلك قسم تسويق إلكتروني منفصل وخاص، مالذي تحتاجه هذه الشركة سواء من أفراد او أدوات لتأسيس قسم متكامل و يؤدي الغرض المنشود منه؟

 

في البداية تحتاج إلى فريق مكون من ثلاثة اشخاص

- إعلانات الكترونية

- تحليل وتحسين رقمي

- محتوى

وهذا الفريق من المفترض أن يتضاعف وذلك بحسب الأهداف والمنصات المستهدفة وخطط التطوير..... الخ.

 

هل نستطيع القول بأن اليمن بدأت تتطور في جانب التسويق الإلكتروني أم لازلنا متأخرين كعادتنا؟

 

نعم بكل تأكيد، لدينا شباب ممتاز ويعمل على تطوير نفسه.

 

كمسوق إلكتروني ،كيف لي أن أطلق حملة تسويقية صحيحة؟ ماهي الخطوات و الأدوات التي اتبعها لتحقيق هدف الحملة؟

 

هذا سؤال يحتاج له مقال كامل 😅

لأن هناك طرق كثيرة لإطلاق الحملات التسويقية و أدوات متعددة لقياس و متابعة هذه الحملات.

 

في كثير من المحترفين في عالم النمو الرقمي يعتمدوا على منهجية للعمل في التخطيط والمتابعة إسمها agile marketing

أنصح الجميع بالبحث عنها و دراستها و الإستفادة من طرقها

 

كيف من الممكن للتسويق الإلكتروني أن يساعد قطاع الأعمال المختلفة، وهل هو ضروري للشركات الكبرى ام لأي نوع من انواع الأعمال؟

 

بكل تأكيد أصبح ضرورة قصوى لأي شركة لتنمو و تتطور.

كورونا أجبرت العالم للتحول نحو الأدوات والمنصات  الرقمية وبالتالي الحاجة موجودة وإذا لم يكن للبيع فهو لتعزيز إسم العلامة التجارية وتعزيز السمعة.

 

كيف ممكن للشركات أن تستفيد من الكم الكبير للأدوات و الوسائل المتاحة في التسويق الإلكتروني للانتشار و التوسع؟

 

المعادلة بسيطة

 

- إستثمر في كادر قوي

- إربط منصاتك الرقمية بأدوات قياس وتحليل قوية

- إستثمر ٦٠ ٪؜ من ميزانية التسويق على المحتوى

- إجعل الأرقام هي الدافع لأي قرار data driven decision making

- ابني خطط للنمو و الإنتشار.

 

أستاذ أكرم العديني خريج ماجستير التسويق، شكراً لك على وقتك الثمين و المعلومات القيمة التي ستثري المتابعين بكل تأكيد و إتاحة الفرصة في عقد هذا الحوار معك. كان لقاء جميل و مفيد و نتطلع مستقبلاََ لحوارات أكثر و معلومات أكبر بإذن الله.